“إذا استطعنا فهم الآلية التي تحرك الجماهير، فبإمكاننا حينئذٍ السيطرة على سلوكياتهم دون علمهم”، مقولة شهيرة للعالم “إدوارد بيرنز” المتخصص في العلاقات العامة، والتي أوضحت بإيجاز كيفية التسويق لمنتجك باستخدام علم العلاقات العامة ، والذي أصبح حاليًا أساسًا تقوم عليه أنشطة آلاف الشركات حول العالم.
ويُعرف علم العلاقات العامة في قاموس أكسفورد بأنه ” الفن القائم على أسس علمية لبحث أنسب طرق التعامل الناجحة المتبادلة بين المنظمة وجمهورها الداخلي والخارجي؛ لتحقيق أهدافها، مع مراعاة القيم والمعايير الاجتماعية، والقوانين، والأخلاق العامة بالمجتمع” ، وهو تعريف يدل على أنَّ الهدف الأساسي للعلاقات العامة داخل مؤسستك هو إنجاح علاقاتك مع الزبائن في المقام الأول.
من هذا المنطلق، عليك- عندما تخطط لأنشطة العلاقات العامة- أن تضع في الحسبان النجاح الذي حققته شركتك خلال العام الماضي، وهل حققت الأهداف والخطة الاستراتيجية التي تم الاعتماد عليها في علاقاتك العامة- في هذه الفترة- النجاح المنشود؟.
ولكي تكون علاقاتك العامة ناجحة، اتبع ما يلي:
1. التقييم والتخطيط
لكي تضع خطة علاقات عامة ناجحة، عليك أولًا تقييم نشاطك العام الماضي، ومدى وصول مشروعك إلى الإعلام بالشكل المستهدف، وهل عاد ذلك إيجابيًا على شركتك كما تتوقع، أم لم يكن له مردود، فمثلًا في حال الترويج لمنتج غذائي عبر وسائل الإعلام، عليك تقييم حجم المبيعات أو الانتشار الذي حققه المنتج؛ لكي تحكم على نجاح خطة العلاقات العامة من عدمه.
ولا يتوقف الأمر عند مرحلة التقييم ، فالأهم هو دراسة أهداف نشاطك ككل، وحصر وسائل الإعلام التي تحدثت عنك بشكل إيجابي الفترة الماضية؛ ومن ثم تضع خطة احترافية للتواصل معهم، تهتم بما يجذب عملاءك.
وفي فن العلاقات العامة،يجب أن يكون التواصل هو محركك الرئيس؛ بوضع خطة للأحداث الخاصة بمشروعك خلال العام، متضمنةً طرح منتجات جديدة في الأسواق، والأنشطة التوسعية، والعروض الخدمية الجديدة؛ حتى تحدث أكبر قدر من التفاعل حولك.
2. أدوات الوصول
بعد مرحلة التخطيط يحين وقت التنفيذ، بالنظر إلى أهدافك التي تدونها باستمرار؛ حتى ترجع إليها عند التقييم. ولكي تحقق أهدافك، اتخذ الخطوات التالية:-
– قم بإعداد جدول للبيانات الصحفية التي تنوي إصدارها، تراعي فيها تزامن توقيت إصداراها مع حدث ما، أو منتج جديد تنوي طرحه.
– تحديث قوائم الإعلاميين لديك، والتواصل الدائم معهم، ووضع قائمة بالصحف التي تستهدفها تدريجيًا من حيث الأهم إلى الأقل أهمية.
– ظهورك بعيدًا عن منتجك يعزز ثقتك لدى الجمهور؛ وذلك عبر المنصات الإعلامية كخبير في بعض القضايا؛ ما يفتح المجال أمامك في العديد من المنافذ الإعلامية.
– الاعتماد على مواقع التواصل الاجتماعي للتسويق باستخدام العلاقات العامة؛ حيث اتسعت شعبيتها مؤخرًا كأدوات للتواصل، لما تعطيه للجمهور من وسيلة للنقاش والتفاعل الإيجابي.
– التواصل الدائم بالمسؤول عن نشر الموضوع، مع عدم إلحاحك عليه، فالقصة الموجودة في البيان الصحفي هي من ستفرص نفسها دون أن تحتاج إلى تدخل .
واعلم أن الجمهور لا يضع تركيزه كثيرًا في الإعلانات، فالمنتج الذي يأتي في صورة تقرير إخباري أو صورة مطبوعة يكون تأثيره أكثر وقعًا على المتلقين.
إنَّ اتباعك للخطوات السابقة، سيجعلك تبني علاقات طيبة مع وسائل الأإعلام التي سوف تحتاجها مستقبلًا ، والتي ستضمن لك تسويقًا ناجحًا لمنتجك.